هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى ابداع دماص
www.damas.ahlamontada.net
انتظروا منتدى ابداع دماص فى ثوبه الجديد
فى رمضااااااان عــام 2010
www.damas.ahlamontada.net
مطلوب مشرفين لاقسام
المنتدى
الاتصال مباشر بالمدير على البريد الالكترونى ibda3_damas@yahoo.com
ماذا أعددنا لليلة فجرها يوم القيامة؟، بل ما زادنا للطامة، والصاخة، والقارعة، والحاقة؟.
ماذا أعددنا لتلك الحفرة، للقبر، وما أدراك ما القبر؟، ثم ما أدراك ما القبر؟!.
عن هانئ مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: كان عثمان رضي الله عنه إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته، فقيل له: تذكر الجنة والنار ولا تبكي، وتبكي من هذا؟، قال: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن القبر أول منازل الآخرة. فإن نجا منه أحد فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه"، قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مارأيت منظراً إلاَّ والقبر أفظع منه"1.
لمثل هذا فليعمل العاملون، وليجد الجادون، ولينتبه المقصرون، وليزدد المشمرون.
ولله در القائل:
يا جـامع المـال ما أعددت للحفـر هل يغفل الزاد من أضحى على سفر؟
أفنيـت عمـرك في اللذات تطلبهـا وا خيبة السعي، بل وا ضيعـة العمر
قـف في ديار بني اللـذات معتبـراً وانظـر إليهـا ولا تسأل عن الخبـر
ففـي الـذي فعلـت الشتـات بهـم من بعـد إلفتهــم معنـى لمعتبـر
والقائل:
أرى أهل القبـور إذا أميتــــوا بنوا فـوق المقابر بالصخـور
أبــوا إلا مباهـاة وفخـــــــــراً على الفقـراء حتى في القبـور
لعمرك لو كشفت التراب عنهم فما تدري الغنـي من الفقيـر
ولا الجلد المباشر جلد صـوف من الجلد المباشـر بالحريـر
إذا أكـل الـثرى هذا وهــــــذا فما فضل الغني على الفقيـر؟
رحم الله ابن عمر عندما سأله رجل أن يبني فسطاطاً على قبر، فقال له: لا تفعل إنما يظله عمله.
(يا هذا أين الذي جمعته من الأموال، وأعددته للشدائد والأهوال، ولقد أصبحت كفك منه عند الموت خالية صفراً، وبدلت من بعد غناك وعزك ذلاً وفقراً، فكيف أصبحت يا رهين أوزاره، ويا من سلب من أهله ودياره؟، ما كان أخفى عليك سبيل الرشاد، وأقل اهتمامك لحمل الزاد إلى سفرك البعيد وموقفك الصعب الشديد، أوَ ما علمت يا مغرور أن لا بد من الارتحال إلى يوم شديد الأهوال، وليس ينفك ثمّ قيل وقال، بل يعد عليك بين يدي الملك الديان، ما بطشت اليدان، ومشت القدمان، ونطق به اللسان، وعملت الجوارح والأركان، فإن رحمك إلى الجنان، وإن كانت الأخرى فإلى النيران، يا غافلاً عن هذه الأحوال، إلى كم هذه الغفلة والتوان، أتحسب أنَّ الأمر صغير، وتزعم أنَّ الخطب يسير؟، وتظن أن سينفعك حالك إذا آن ارتحالك، أو ينقذك مالك حين توبق أعمالك، أو يغني عنك ندمك إذا زلت بك قدمك، أو يعطف عليك معشرك حين يضمك محشرك، كلام والله ما تتوهم، ولا بد لك أنْ ستعلم.
لا بالكفاف تقنع، ولا من الحرام تشبع، ولا للعظة تستمع، ولا بالوعيد ترتدع، دأبك أنْ تنقلب مع الأهواء، وتخبط خبط العشواء، يعجبك التكاثر بما لديك، ولا تذكر ما بين يديك، يا نائماً في غفلة وفي خبطه يقظان، إلى كم هذه الغفلة والتوان، أتزعم أنْ ستترك سدى، وأنْ لا تحاسب غداً، أم تحسب أنَّ الموت يقبل الرِّشا، كلا والله لن يدفع عنك الموت مال ولا بنون، ولا ينفع أهل القبور إلاَّ العمل المبرور، فطوبى لمن سمع ووعى، وحقق ما ادعى، ونهى النفس عن الهوى، وعلم أنَّ الفائز من ارعوى، "وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى").